ظهور الكدمات المفاجئة: هل يجب علينا القلق؟
كثيراً ما نستيقظ صباحاً، ونجد في أجسادنا علامات أرجوانية أو زرقاء اللون لا نعلم أسبابها، أو من أين أتت. ويعزي بعض الناس وجودها إلى الحزن أو القلق أو سوء الأحوال النفسية لحاملها.
ولكن هذه ليست الحقيقة! فهذه الكدمات وهي عبارة عن تغير مفاجئ في لون الجلد نتيجة تلف وتمزق الأوعية الدموية السطحية، مما يؤدي لتجمع الدم في تلك المنطقة، فتظهر بلون أرجواني مزرق للدلالة على تسرب الدم في تلك المنطقة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
والكدمات المفاجئة قد تكون مقلقة للبعض خاصة إذا ظهرت دون أي سبب واضح أو إصابة سابقة.
في هذا المقال، سنتناول الأسباب المحتملة لظهور هذا النوع من الكدمات.
الإصابات البسيطة:
الكدمات قد تحدث نتيجةً لإصابات صغيرة لم يشعر بها الشخص لحظة حدوثها. على سبيل المثال، قد تحدث الإصابة أو الضغط الخفيف في منطقة معينة من الجسم أثناء الأنشطة اليومية العادية مثل الجلوس المطول، أو المرور بالقرب من شيء صلب والارتطام به. وأكثر ما نرى هذه الكدمات عند الرياضيين، أو الذين يتعاملون مع الأطفال يومياً، ويتعرضون نتيجةً لذلك للكثير من الحوادث والإصابات البسيطة. وتظهر الكدمة بعد فترةٍ وجيزة، ولا يتذكر صاحبها سبب حدوثها.
الاضطرابات الهرمونية:
تعد التغيرات الهرمونية من أشيع الأسباب في ظهور الكدمات المفاجئة. ففي بعض الأحيان، يعاني الأشخاص من اضطرابات هرمونية تتسبب في تزايد هشاشة الأوعية الدموية. هذا يشمل على سبيل المثال النساء أثناء فترات الحمل، أو في سن اليأس أو الطموث غير المنتظمة، حيث تتأثر الأوعية الدموية بزيادة الهرمونات مثل الاستروجين، كما نرى الكدمات بشكل واضح لدى مرضى متلازمة كوشينغ، حين يرتفع هرمون الكورتيزول لديهم، الذي يؤدي لترقق الجلد وظهور الكدمات الأرجوانية.
نقص الفيتامينات:
من الأسباب الشائعة لظهور الكدمات المفاجئة هو نقص بعض الفيتامينات والمعادن الأساسية في الجسم، مثل فيتامين “C” وفيتامين “K” وفيتامين “B12”.
فيتامين “C” يلعب دورًا مهمًا في تقوية جدران الأوعية الدموية، ونقصه قد يؤدي إلى سهولة تلف الأوعية وتجمع الدم فوقها وحدوث الكدمات.
كما أن نقص فيتامين “K”, الذي يساعد في عملية تجلط الدم، قد يؤدي أيضًا إلى ظهور كدمات حيث ان فيتامين “K” له دور كبير في عملية تخثر الدم التي تسبب إغلاق الوعاء الدموي في مكان النزف.
كذلك، يلعب الحديد دورًا حيويًا في صحة الدم، ونقصه قد يساهم في حدوث الكدمات بسهولة.
الجنس:
النساء أكثر عرضةً لاختبار ظاهرة الكدمات المفاجئة؛ بسبب طبيعة جلد النساء الرقيقة، وخصوصاً في الأطراف (الذراعين والساقين).
التعرض للشمس:
قد يسبب زيادة التعرض للشمس خصوصاً في فصل الصيف و”مواسم البرونزاج” إلى زيادة ظهور الكدمات في الجسم، بسبب أن أشعة الشمس تُحدِث مع غيرها من العوامل ترققاً في الطبقة السطحية للجلد؛ مما يجعل الأوعية أكثر عرضةً للتلف من أي إصابة خفيفة.
الشيخوخة:
يفقد الجلد خصائصه ومرونته مع تقدم العمر، وتصبح الأوعية الدموية أكثر هشاشةً وضعفاً. بالإضافة إلى ذلك، تقل كمية الكولاجين في الجلد مع تقدم السن, فيفقد الجلد أهم عنصر يمنحه المرونة والحيوية، مما يجعله أقل قدرة على مقاومة الإصابات. لذلك، يمكن أن تظهر الكدمات بسهولة أكبر لدى متقدمي العمر
الأدوية :
بعض الأدوية المتناولة تكون أهم آثارها الجانبية سهولة تمزق الأوعية الدموية؛ وبالتالي تشكل كدمات تحت الجلد، نذكر من هذه الأدوية:
_الأسبرين أو الكلوبيدوغريل: الذي غالباً ما نرى كبار السن يستخدمونه عشوائيا” لمنع حدوث الجلطات”
_مسكنات الألم: المستخدمة عشوائيا وبكثرة مثل الأيبوبروفين
_الصادات الحيوية: المستخدمة لعلاج الالتهابات بكتيرية المنشأ
_ مضادات الاكتئاب: مثل أدوية ال SSRIs مثل السيبراميل
_الكورتيكوستيرويدات: مثل البريدنيزون
_الأدوية المستخدمة لعلاج السرطانات: وخاصة الأدوية المستخدمة في العلاج الكيماوي
الحالات المرضية:
قد تكون الكدمات المفاجئة مؤشرًا على وجود مشكلة صحية في الأوعية الدموية. قد تكون دلالة على بعض الحالات المرضية مثل:
الأمراض النزفية الوراثية:
_داء فون ويلبراند الذي يحدث فيه نقص عامل فون ويلبراند وهو احد اهم عوامل التخثر في الجسم.
_الناعور (الهيموفيليا _ انحلال الدم) الذي يحصل فيه خلل في انتاج بعض عوامل التخثر.
الأمراض المزمنة:
_السكري: حيث ان ارتفاع مستويات سكر الدم يسبب تلف الاوعية الدموية وسهولة تعرضها للتمزق.
_التليف الكيسي: يتسبب أحيانا باضطراب تخثر الدم.
أمراض أخرى:
_اهلر دانلوس: تسبب خلل في النسج الضامة، ومنها نسيج الأوعية الدموية، فتزيد فرص حدوث الكدمات
_ نقص الصفيحات الدموية: المسؤولة عن تخثر الدم، قد يتسبب في ظهور الكدمات بسهولة حتى من إصابات ورضوض بسيطة
_اضطرابات الكبد: حيث ان الكبد هو المسؤول عن تصنيع اغلب عوامل التخثر في الجسم
اضطرابات الكلى:
_التهاب كبيبات الكلى: هذا النوع من التهاب الكلى يمكن أن يؤثر على قدرة الكلى على تصفية الدم بشكل صحيح، مما قد يؤدي إلى مشاكل في تخثر الدم.
_القصور الكلوي المزمن الذي يسبب تتراكم السموم والفضلات في الجسم، مما يؤثر على تخثر الدم، ويزيد من احتمال ظهور الكدمات.
في هذه الحالات، يمكن أن تكون الأوعية الدموية أكثر هشاشة وأقل قدرة على التحمل تحت الضغط أو التوتر.
الخلاصة:
في الخلاصة، تعتبر الكدمات المفاجئة في الغالب غير مقلقة إذا كانت تحدث بشكل غير متكرر، ولم تكن مصحوبة بأعراض أخرى. ولكن إذا كانت الكدمات تحدث بشكل مستمر أو مصحوبة بألم شديد أو تورم، فقد يكون من المهم استشارة الطبيب لاستبعاد الأسباب الطبية الأكثر خطورة المحتملة.
-
المحتوى الذي تستمتع به هنا يمثل رأي المساهم وليس بالضرورة رأي الناشر. يحتفظ الناشر بالحق في عدم نشر المحتوى.
هل لديكم شغف للكتابة وتريدون نشر محتواكم على منصة نشر معروفة؟ اضغطوا هنا وسجلوا الآن!
انضموا إلينا على منصتنا، فهي تمنح كل الخبراء من كافة المجالات المتنوعة الفرصة لنشر محتواهم . سيتم نشر مقالاتكم حيث ستصل لملايين القراء المهتمين بهذا المحتوى وستكون مرتبطة بحساباتكم على وسائل التواصل الاجتماعي!
انضموا إلينا مجاناً!