كيف تساعد العطور على استرجاع الذكريات
دائماً ما يتساءل الناس كيف تساعدنا العطور على استرجاع الذكريات والحنين إليها، وما العلاقة بين شم الروائح واستعادة المواقف القديمة المرتبطة بها، تعرف على الإجابة من هنا.
علاقة العطور باسترجاع الذكريات
العلاقة بين العطور والحالة النفسية
ترتبط حاسة الشم لدينا ارتباطاً وثيقاً بذاكرتنا، وفي حين أن العديد من الأشياء طوال حياتنا اليومية يمكن أن تثير لدينا شعوراً بالحنين إلى الماضي، فلا شيء لديه القدرة على جعلنا نعيش الماضي من جديد مثل العطر، رائحة زهر العسل في يوم حار، أو رائحة شخص مهم لك، وغيرها فهي روائح تتشابك مع لحظات معينة من الزمن، لذلك سنشرح لكم اليوم كيف تساعد العطور على استرجاع الذكريات
علاقة العطور باسترجاع الذكريات
لا يمكن التقليل من قوة تمييزنا للعطر، حيث يمكن للبشر التمييز بين 5000 إلى 10000 رائحة، بدءاً من مرور جزيئات الرائحة عبر الممرات الأنفية، والتي تتميز بملايين من أجهزة استشعار الرائحة التي تسمى الأهداب، وترتبط هذه الجزيئات بالخلايا العصبية الموجودة في الجزء العلوي من الممر الأنفي، والتي ترسل بعد ذلك رسائل إلى الجهاز الحوفي ( مركز العاطفة )، والمكان الذي تتشكل فيه الذكريات، هذا هو بالضبط السبب في أن عطراً أو رائحة معينة يمكن أن تكون مثيرة للذكريات المرتبطة بالرائحة والحنين إليها.
ونظراً لأن الجهاز الحوفي شديد التقبل، يمكن أن تعيدك الروائح إلى الموقف المحدد المرتبط بها، على سبيل المثال؛ يمكن أن تنقلك رائحة نوتة مائية على الفور إلى إجازتك الأخيرة في جنوب فرنسا، بينما تثير رائحة أخرى ذكريات مدرستك، وهكذا. [1]
العلاقة بين العطور والحالة النفسية
عندما تشعر بفقدان التوازن والقلق بشأن شيء ما، ما عليك سوى أن تشم رائحة عطرك المفضل، فهناك علم دقيق يشرح كيف يمكن أن يكون لذلك تأثير مهدئ على عقلك وجسمك، فالروائح يمكن أن تنتج استجابات نفسية وفسيولوجية.
وتعمل العطور على أكثر مما هو مجرد تحفيز الذاكرة والرغبة، بل يمكنها أيضاً التأثير على السلوك الحالي، مما يؤدي إلى استجابة فسيولوجية للجسم، وتمتلك العديد من العطور خصائص ترابطية قوية، وتعمل بسهولة على تغيير الحالة المزاجية، وتعزيز اليقظة والإيجابية المتزايدة، أو خلق مشاعر الهدوء والسكينة والاسترخاء، وكذلك يمكن أن تكون مفيدة في تخفيف التوتر، وتخفيف الأرق، وتوفير الوضوح والتركيز.
تشمل الروائح المنعشة والمنشطة: البرتقال، والحمضيات، والجريب فروت، والليمون، والسرو، والأوكالبتوس، والنعناع، والصنوبر، وشجرة الشاي، والزعتر، بينما تشمل الروائح المهدئة والمريحة: الفانيليا، والخزامى، وخشب الصندل، وخشب الورد، واللبان، وزهر البرتقال، والبابونج، والياسمين.
من الواضح أن أبسط طريقة لاكتشاف هذه الفوائد هي أخذ عينات من العطور، ولكن يجب التأكد من القيام بذلك عند الشعور بصحة جيدة، ومزاج جيد، لأن الجسم يكون متوازناً وكذلك نظام الشم، وكي تعمل الرائحة بكامل قوتها، يجب منح العطر وقتاً على البشرة؛ بعد حوالي 20 دقيقة، يمكن اختبار الشخص للعطر. [2]
تأثيرات بعض العطور الطبيعية
الروائح لها تأثيرات مختلفة على الجميع، ولكن العطور الطبيعية لها تأثيرات خاصة على الإنسان، مثل: [3]
زيادة اليقظة
تساعد الروائح مثل النعناع، والقرفة، والليمون على الحفاظ على نشاط الجسم والتركيز، وتؤثر بشكل كبير على أداء المهام اليومية.
الانتعاش
يمكن لبعض العطور أن تعزز الشعور بالحيوية والانتباه العقلي، مثل، الزنجبيل، والجريب فروت، والليمون.
تحسين المزاج
بعض الروائح تعد خيار ممتاز لتحسين المزاج، مثل رائحة الفانيليا، وخشب الصندل، والياسمين، وإكليل الجبل، كما يمكن لهذه العطور أن تحارب الإرهاق العقلي وتحسن أداء الذاكرة.
الاسترخاء
يمكن لعطور مثل اللافندر، والورد، والبابونج، والإيلنغ أن تعزز الشعور الاسترخاء وتحفز النوم العميق، ويفضل استخدام هذه العطور ليلاً بعد يوم شاق ومرهق.
التحفيز ورفع المعنويات
يمكن لبعض العطور أيضاً أن تساعد على الشعور بالتحفيز ورفع المعنويات، وتعزيز مستويات الطاقة بالجسم، وكذلك تنشيط الحواس، مثل عشبة الليمون، والبرغموت، والريحان، وجوزة الطيب.
فوائد العطور للأنشطة التجارية
الرقي والأناقة
يُنظر إلى المناطق المعطرة على أنها راقية وأكثر أناقة، على سبيل المثال؛ أظهرت دراسة أجرتها شركة Nike أن الرائحة تؤثر على الرغبة في الأحذية في 84٪ من الأشخاص، كما أوضحت أن 10%-20% من الأشخاص على استعداد أعلى في البيئات المعطرة.
تحسين إنتاجية الموظفين ورضاهم
يمكن للروائح المختلفة تحسين بيئة العمل والتأثير على مشاعر الموظفين وردود أفعالهم، على سبيل المثال، وجدت شركة يابانية أن رائحة اللافندر والياسمين تهدئ من إجهاد مشغل إدخال البيانات، بينما تزيد رائحة الليمون من إنتاجية الموظفين بنسبة تصل إلى 54٪.
الترويج للمنتجات
يمكن للرائحة أن تضيف طابعاً إلى منتجات معينة، على سبيل المثال؛ ضاعف نادي مشهور في لندن مبيعاته من مشروب معين عن طريق إدخال رائحة جوز الهند في الأجواء، كما يمكن لبعض الروائح أن تقلل من فترات الانتظار وتحسن من تقييمات العملاء للخدمة.
على سبيل المثال؛ يمكن أن تقلل الفانيليا من رهاب الأماكن المغلقة في مرافق التصوير بالرنين المغناطيسي، وتهدئة المرضى ما قبل الجراحة ومرضى الأسنان، كما ترفع روائح الحمضيات المعنويات وتساعد على تخفيف القلق لبعض المرضى. [3]
الفرق بين اختيار العطور في حالة مزاجية مختلفة
المزاج يؤثر بشكل كبير على قدرة الشخص على اختيار العطر المناسب أثناء تسوق العطور، وذلك لأن المزاج يؤثر على توازن PH في الجسم، فعندما يكون الشخص في حالة مزاجية جيدة، يكون الجسم متوازناً وتكون حاسة الشم في ذروتها، ولكن عندما يكون في حالة مزاجية سيئة، يمكن لتأثيرات التوتر والعوامل الأخرى أن تثبط حاسة الشم، لذلك ننصح بشراء العطور عندما تكون مستويات التوتر منخفضة وتكون الحالة المعنوية في أفضل حالاتها. [4]
نصائح لاختيار العطر المناسب
إليكم عدة نصائح بسيطة حول كيفية تعلم الوثوق بالأنف واتباع الغرائز، واختيار الرائحة المميزة: [5]
- تجربة ثلاث روائح فقط في المرة الواحدة، حتى يكون لكل عطر مساحة مناسبة لاستكشافه بدقة.
- من الأفضل البدء بشم الروائح المائية أو المسكية أولاً، ثم الانتقال من المسك إلى الحمضيات، إلى الأزهار وروائح الفاكهة، إلى الأخشاب الثقيلة.
- يفضل شراء عينة من العطر وتجربته عدة أيام، حيث يمكن أن تؤثر كيمياء الجسم على رائحة العطر.
- لا يشترط أن العطر الذي يتفق عليه الجميع ينال إعجاب المشتري، مثل العود، على الرغم من إجماع الغالبية من الناس على حبهم لرائحة العود، لكنه قد يسبب الصداع لبعض الأشخاص.
- ننصح بإعادة ضبط حاسة الشم عند تجربة أكثر من نوع من العطور، وأفضل حل لذلك استخدام حبوب القهوة، لذا فإنها متوفرة في أي محل لبيع العطور.
- يجب فهم سبب الاختلاف بين تكلفة كل عطر والآخر، حيث تميل العطور الأرخص ثمناً إلى أن تحتوي على نفحات عليا قوية جداً في البداية لإبهار المستخدم، بينما العطور الأكثر تكلفة لها مكونات قاعدية أقوى، وتميل لأن تدوم طويلاً.