إزالة التاتو بالريجوفي

في لحظاتٍ معينة تتولد رغبة عارمة برسم تاتو دائم على أي من أجزاء الجسم، لكن من المؤسف بعد مرور الوقت زوال تلك الرغبة والشعور بضرورة إزالة هذا التاتو فوراً وإلى الأبد، وقد يكون الدافع رغبة في التجديد برسمٍ آخر، لذلك فقد ظهرت تقنية الريجوفي الفعالة إزاء ذلك.

ماهو الريجوفي

الريجوفي (بالإنجليزية: Rejuvi) من الأساليب الحديثة والفريدة الفعالة في التخلص من الوشم الكيميائي وإزالته تماماً، وهو عبارة عن كريم مزيل يتحد مع صبغة الوشم؛ ما يحفز جهاز المناعة على إظهار رد فعل قوي ليطرد المادة ويرفضها نحو سطح الجلد، بالتالي تكون طبقات قشرية تتلاشى عن الجسم خلال فترة تتفاوت بين 6-8 أسابيع، ويخرج معها تلقائياً الوشم، ويستخدم كريم الريجوفي بواسطة قلم رفيع جداً يتشابه مع الإبرة المستخدمة لرسم الوشم، وما يميزه التعامل مع كافة الألوان دون الاقتصار على  لون محدد في تاتو الجسم للنساء والرجال. ^[1]

إزالة التاتو بالريجوفي

تمكّن عالم الكيمياء الحيوية الدكتور Wade Cheng من ابتكار تقنية إزالة التاتو بالريجوفي الكريم الفعال في التخلص من الوشم، وهي من الطرق المعترف بها بقدرتها العظيمة على التخلص من أصباغ الوشم الملونة وترميم الجلد، ولا بد من الخضوع لذلك في عيادات متخصصة لضمان نجاحها؛ إذ يتطلب الأمر ضرورة حقن كريم الريجوفي في طبقة الأدمة من طبقات الجلد بواسطة أداة دقيقة جداً تستخدم في استخراج التاتو وإزالته، ويجدر التنويه إلى ظهور العديد من أنواع التاتو منها تاتو الشعر. ^[2]

آلية عمل الريجوفي لإزالة التاتو

تكمن فاعلية الريجوفي في إزالة التاتو من الجلد باختراقه طبقة الأدمة ليصل إلى ألوان الوشم المحيطة بالكولاجين الموجود في الجلد؛ وتترك قطرات صغيرة هناك في كل مرة تُحقن بها المادة، ولنجاح العملية يتطلب الأمر ضرورة بقاء المادة في الجلد مع الحرص على جفافها لبدء تقشر الجلد، وقد يستغرق الأمر عدة جلسات تبعاً للتاريخ والحالة وغيرها من العوامل، ويشار إلى أن المادة المزيلة تتسرب تدريجياً إلى الطبقات السفلية لتصل إلى كافة صبغة الوشم في الجلد وتطردها كردة فعلٍ لجهاز المناعة، وبالتالي تفتيح البشرة مرة تلو الأخرى في غضون أسابيع، ومن المتوقع ظهور احمرار على الجلد المُعالج نتيجة سريان مفعول الريجوفي، إلا أن ذلك يتلاشى بعد فترة وجيزة. ^[2]  

إيجابيات الريجوفي لإزالة التاتو

يحقق الريجوفي نتائج مذهلة للتخلص من التاتو من أعماق طبقات الجلد، ومن أهم الإيجابيات الملموسة من استخدامه:   ^{[3]   [4]}

• سحب أثر التاتو من خلايا الجلد بنفس الطريقة التي حُقن بها الوشم.
• إمكانية رسم تاتو جديد في موضع القديم، لكن بعد فترة يحددها المُعالِج.
• قلة الندبات والآثار المزعجة مقارنة مع طرق إزالة التاتو الأخرى.
• تكلفة مادية أقل.
• ارتفاع نسبة نجاح العملية.
• ألم أقل.
• راحة ونتيجة مرضية أكثر من إزالة التاتو بواسطة تقنية الليزر.

مضاعفات الريجوفي لإزالة التاتو

عند اتخاذ القرار لإزالة التاتو بالريجوفي  ينبغي التعرف على الآثار الجانبية المتوقعة لذلك، ومن أبرز ما يشاع حول ذلك:   ^[5]

• احمرار وانتفاخ في المنطقة المعالجة تستمر لمدة 4 ساعات.
• تقشر الجلد والشعور بأنه مشدود جداً.
• محاولة الاعتدال بالتعرض لأشعة الشمس وعدم المبالغة لمنع ظهور البقع الداكنة بالبشرة.
• استخدام منتجات غنية بحمض الهيالورنيك لتحقيق نتائج أفضل.
• الحاجة إلى 6-8 جلسات للحصول على نتئجة مرضية.

ما بعد الريجوفي لإزالة التاتو

لا بد من العناية الفائقة بعد إزالة التاتو المؤقت أو الدائم بالريجوفي لضمان عدم حدوث مضاعفات، ومن متطلبات العناية ما يلي: ^[5]

• الانتظار حتى سقوط القشرة الجلدية دون تدخل لضمان عدم حدوث عدوى وترك ندبات.
• إبقاء المنطقة جافة تماماً لمدة لا تقل عن 72 ساعة.
• تقليل الحركة قدر الإمكان، فإن الجلد سيصبح مشدوداً لثلاثة أيام.
• عدم إطالة الاستحمام بعد مضي أول 72 ساعة، مع محاولة تغطية الجزء المُعالج خلال ذلك.
• عدم تعريض المنطقة المعالجة للصابون والفرك.
• الامتناع عن السباحة وحمامات البخار لمنع ترطيب البشرة المتقشرة.
• تنظيف المنطقة وتجفيفها بقطعة قطنية نظيفة جافة تماماً عند التعرض للماء مع التربيت برفق.
• عدم التعرض للهواء.
• التوصية بوضع ضماد على المنطقة المعالجة عند بدء تحلل القشرة من الحواف، لكن لا بد من الانتباه لضرورة السماح للجلد بالتنفس.
• الابتعاد عن الملابس التي تحتك مباشرة بالجلد لعدم انفصال القشرة.
• تعقيم المنطقة المعالجة بقطعة قطنية مغطسة بمادة بيروكسيد الهيدروجين 25%، ثم تطبيق مضاد حيوي ثلاثي.
• ضرورة تطبيق كريم الريجوفي المهدئ.

طرق أخرى لإزالة التاتو الدائم

بعد فترةٍ طويلة من صعوبة التخلص من الوشم من الجلد، جاءت العديد من الطرق الفعالة في إزالته وجعلت وكأنه لم يكن، ومن هذه الطرق، منها ما يلي: ^[6]

الليزر

إزالة التاتو بالليزر من أكثر الطرق نجاحاً وتحقيقاً للنتائج المذهلة بإزالة آثار التاتو عن الجسم، حيث تسلط الأشعة الليزرية والتي غالباً ما تكون (Q-Switched) على موقع الحبر؛ إذ ترسل نبضة واحدة شديدة القوة ترفع حرارة الحبر وتسخنه حتى يذوب تماماً في البشرة، ويشار إلى أن هذه الطريقة تحتاج عدة جلسات تتفاوت بين 7-10 جلسات على مدار الأسابيع للتوصول إلى النتيجة المرضية، إلا أن الأمر يعد معقداً بالتاتو الحديث، أما القديم فيكون التعامل معه أكثر سهولة، ومن أهم الاعتبارات المأخوذة في هذه الطريقة:

• تخدير المنطقة المراد علاجها موضعياً، وذلك للتخفيف من حدة ألم النبضة القوية المرسلة إلى موقع الوشم.
• احتمالية حدوث طفح أو تورّم في المنطقة بعد العلاج، لذلك ينصح الأطباء بمرهم مضاد للبكتيريا مهدئ.
• ضرورة الالتزام بالتعليمات التي يدلي بها الطبيب من عناية بموضع الوشم والاهتمام به.

التدخل الجراحي

أما بالتدخل الجراحي فيكون بإزالة الجلد في منطقة التاتو بواسطة شق الجلد بالمشرط، ثم خياطة موضع الشق لالتئام الجلد وبناء خلايا جديدة؛ وفي هذه الحالة ينصح الأطباء بمراهم مضادة للجراثيم لغايات تسريع شفاء الجرح، ويمكن اعتبار الجراحة من أفضل الخيارات للوشوم الصغيرة، ومن مميزات هذه الطريقة:  

• الأقل تكلفة على الإطلاق بين طرق إزالة التاتو.
• الأكثر فاعلية وتحقيقاً للنتائج المرجوة، لكنها تترك أثراً موضع شق الجلد.
• استغراق فترة الشفاء عدة أسابيع، وفي هذه الأثناء لا بد من الراحة والرعاية الخاصة.

كشط الجلد

أو كما تعرف طبياً باسم تسحيج الجلد، طريقة تتمثل بتبريد منطقة الوشم لتجهيزها للتخدير، ثم البدء بكشط الجلد وسنفرته بواسطة أجهزة مخصصة مزودة بفرشاة قادرة على الوصول إلى مستويات عميقة من الجلد لإخراج الحبر، ويشار إلى أن هذه الطريقة تتطلب النقاهة لمدة 14-21 يوم على الأقل، وذلك لإزالة الآثار الناتجة عن الكشط مثل التقرحات والاحمرار، ويمكن استخدام مراهم علاجية لتهدئة الحبوب الحمراء، ويعد هذا الخيار الأقل انتشاراً.

ختاماً، لا بد من التأني قبل اختيار قرار رسم الوشم الدائم على الجسم؛ والتعرف على مدى إمكانية التخلص منه لاحقاً من عدمه، وينصح استشارة الطبيب للحصول على أفضل المعلومات حول الطريقة المثلى لإزالة التاتو.